الرئيس مبارك يصافح كبار مستقبليه لدى وصوله الى روما أمس
الرئيس يعرض علي القادة رؤية مصر للشراكة بين الدول المتقدمة والنامية لمواجهة الأزمة المالية
سليمان عواد: مداخلات الرئيس مبارك في القمة تتبني وجهة نظر أفريقيا والدول النامية
مصر تتولي شرح أبعاد الأزمات المالية وتغير المناخ والديون علي الشعوب الفقيرة
لقاءات ثنائية للرئيس مبارك مع قادة وزعماء الدول المشاركة في القمة
رسالة روما :
إيمـان أنـور
تبدأ
اليوم مشاركة الرئيس حسني مبارك في اعمال قمة الثمانية، التي تستضيفها
مدينة لاكولا الايطالية، والتي تناقش العديد من القضايا الاقتصادية
والسياسية والاجتماعية الدولية، وفي مقدمتها الأزمة المالية والاقتصادية
العالمية التي ألقت بظلالها السلبية علي المجتمع الدولي.
وسيعرض
الرئيس مبارك رؤية مصر حول ضرورة مشاركة الدول المتقدمة مع الدول النامية
في مواجهة تداعيات الازمة الاقتصادية العالمية. وتتضمن رؤية مصر التي
يطرحها الرئيس مبارك في المداخلات مع قادة دول المجموعة وهي الولايات
المتحدة وكندا وايطاليا وبريطانيا والمانيا وفرنسا واليابان وروسيا،
تقديم الخبرات والمعونات الفنية والتقنية للدول الفقيرة والنامية لاقامة
مشروعات البنية الاساسية وتشجيع الاستثمارات وتنمية قدراتها علي زيادة
الانتاجية والتصدير.. ويشارك في اجتماعات اليوم الدول الخمس ذات
الاقتصادات البازغة وتمثلها الصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل
والمكسيك الي جانب مصر ، وذلك في اطار مع يعرف بـ (8+5+مصر).
وكان الرئيس مبارك قد وصل الي العاصمة الايطالية روما بعد ظهر امس
للمشاركة في فعاليات قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني التي تستعرض
أيضا قضايا مكافحة الفقر وتطبيق مقررات قمة الألفية بالأمم المتحدة
والتنمية الدولية وتغيير المناخ والطاقة.
يرافق الرئيس مبارك خلال
الزيارة كل من أحمد أبوالغيط وزير الخارجية والوزير عمر سليمان والدكتور
زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية والسفير سليمان عواد المتحدث الرسمي
باسم رئاسة الجمهورية
المواقف المصرية
وصرح السفير سليمان عواد
المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، ردا علي أسئلة الصحفيين ،
بأن الكثير من المواقف المصرية تم الاعداد لها وان الرئيس مبارك يولي
اهتماما كبيرا بمشاركة مصر في اعمال هذه القمة . وقال السفير ، انه
حتي الان ومنذ قيام مجموعة الثماني واطلاق مبادرة النيباد، والرئيس
مبارك لم يشارك سوي في قمة افيان بدعوة من الرئيس الفرنسي السابق جاك
شيراك. واكد ان الرئيس مبارك كانت له مواقف معروفة من المشاركة المصرية
وان توجهه للمشاركة في مجموعة الثماني لا ينبغي ان يكون ذا طابع مراسمي..
ولكن ان يتضمن التعامل الموضوعي والمشاركة الموضوعية من جانب مصر،
تعبيرا عن وجهات نظرها، ليس فقط وجهات نظر مصر، ولكن باعتبار انها
دولة افريقية وعربية ونامية.
واشار عواد إلي ان الرئيس مبارك قد ترأس
العام الماضي القمة الافريقية وسيترأس قمة عدم الانحياز بعد ايام، مما
يعني ان لمصر مواقف تتعلق بكل المسائل المدرجة علي جدول اعمال مجموعة
الثماني، سواء في حوارها الموسع مع دول الاقتصادات البازغة وهي مصر
والصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل والمكسيك، او مع الدول الافريقية
التي اطلقت مبادرة النيباد..كما اشار الي انها كانت ضمن الدول الخمس
التي اطلقت هذه المبادرة عام ١٠٠٢ مع الجزائر وجنوب افريقيا والسنغال
ونيجيريا.
مداخلات الرئيس
واكد السفير سليمان عواد المتحدث
الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ان الرئيس مبارك سيتحدث عن القضايا
الافريقية عبر مداخلات تلخص هذه المواقف وتطرحها مصر بقوة.
واشار
المتحدث الرسمي الي ان الرئيس مبارك يريد ان يصل بصوت الدول النامية علي
نحو مسموع وقوي. وقال ان المشاكل التي تواجهها مجموعة الثماني وتتعامل
معها في القمة ، هي مشكلات عالمية في مجملها ، مما يقتضي تحركا
عالميا متوازنا يضمن تمثيل الدول النامية ويؤكد ان مجموعة الدول الصناعية
هي ليست مجموعة للدول الثماني فحسب، ولكنها تعد محفلا لتبادل وجهات
النظر بين الشمال والجنوب وبين الدول المتقدمة والنامية.
وستتناول
القمة في جلستها المشتركة اليوم الخميس مع دول الحوار الموسع مجموعة من
المسائل والقضايا العالمية، وسيكون بوسع كل رئيس ان يتحدث عن القضية
التي يوليها اهتماما وتركيزا خاصا. واوضح عواد ان القضايا العالمية
تتلخص في الازمة الاقتصادية الراهنة ، وهي الازمة المالية التي
تحولت الي ازمة في الاقتصاد الحقيقي، وركود لم يشهده الاقتصاد العالمي
منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي.
الأزمة الاقتصادية
وقال
عواد ان الرئيس مبارك سيتحدث عن الازمة الاقتصادية علاوة علي ازمة قضية
التغير المناخي، والتي يوليها قادة مجموعة الثماني اهتماما كبيرا.
واضاف عواد ان الرئيس مبارك عندما يتحدث عن هذه القضية ـ التغير المناخي
ـ سيكون معبرا عن رأي ووجهة نظر الدول النامية التي لم تتسبب في انبعاثات
الاحتباس الحراري والتي ادت الي هذه الظاهرة. واوضح ان الدول النامية
وخاصة في افريقيا تعاني من تداعيات هذه الظاهرة ، خاصة فيما يتعلق
بالجفاف وتصحر الاراضي وتأثير ذلك وتداعياته علي التنمية الزراعية والامن
الغذائي ونحر الشواطئ الي غير ذلك من الظواهر السلبية للتغير المناخي.
وقال
عواد ان الرئيس مبارك سيتحدث ايضا عن التحديات التي تواجه القارة
الافريقية، وذلك في الاجتماع الذي يعقده قادة مجموعة دول الثماني مع
قادة افريقيا غدا الجمعة والتي تتعلق بتداعيات الازمة الاقتصادية
العالمية علي دول افريقيا وتعثر مفاوضات "جولة الدوحة الزراعية"،
وتأثيرها علي الامن الغذائي وهو الموضوع الاساسي الذي يتم تناوله مع
الافارقة.
كما يتحدث الرئيس مبارك عن ضرورة التصدي للتحديات التي
تواجه القارة الافريقية فيما يتعلق بعبء الديون الخارجية خاصة في الاوقات
الصعبة التي تمر الدول الافريقية في اطار الازمة الحالية لركود الاقتصاد
العالمي.
واشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية الي ان الرئيس
مبارك سيعرض مواقف مصر ويعبر عن مواقف واراء الدول النامية بوجه عام ودول
افريقية بوجه خاص.
لقاءات ثنائية
واوضح ان الرئيس مبارك سيعقد
علي هامش القمة العديد من اللقاءات الثنائية مع قادة الدول المشاركة سواء
مجموعة الثماني او دول الحوار الموسع والدول الافريقية ..حيث اعرب زعماء
العديد من الدول عن تطلعهم الي لقاء الرئيس مبارك والتحدث معه علي نحو
ثنائي. وسيناقش الرئيس مع هؤلاء الزعماء عددا من الموضوعات التي لم
يتضمنها جدول اعمال القمة، واهمها التطورات في الشرق الاوسط . وقال
عواد ان الجميع اعربوا عن اهتمامهم بالاستماع من الرئيس مبارك حول نتائج
لقاءاته الاخيرة سواء مع الرئيس الاسرائيلي امس الاول الثلاثاء شيمون
بيريز وقبل ذلك رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نيتانياهو ووزير دفاعه
ايهود باراك، الي جانب اتصالاته ومشاوراته العربية خاصة زيارته الاخيرة
للمملكة العربية السعودية والتي تبعها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك
عبد الله بن عبد العزيز لمصر وكذلك الاتصالات التي تجريها مصر مع
الفلسطينيين. وقال عواد ان هذه الاتصالات التي يقوم بها الرئيس مبارك
تصب في جهود احياء عملية السلام بشكل خاص مع مناقشة الوضع في الشرق
الاوسط بشكل عام.
الإعفاء من الديون
وردا علي سؤال يتعلق حول ما
اذا كان الرئيس مبارك سيطلب من الدول الغنية اعفاء الدول الفقيرة من
ديونها، اوضح السفير سليمان عواد، ان لدي الدول المتقدمة مواقف صعبة
للغاية فيما يتعلق بالديون، حيث تقسم الدول المدينة الي دول اكثر
مديونية واخري دول اكثر فقرا، واخري اقل نموا ..مشيرا الي ان الدول
الغنية تتعامل معها من هذا المنطلق.. واضاف عواد ان هناك العديد من
الدول التي تعارض الغاء الديون باعتبار ان ذلك يشجع الدول المدينة علي
المزيد من الاستدانة . واكد ان مصر لا تعاني من هذه المشكلة ولكنها
ستتحدث عن هذه المشكلة نيابة عن مجموعة الدول الافريقية الأكثر فقرا
وتأكيدا لمواقفها . واشار عواد الي ان هناك 32 دولة الاكثر فقرا
والأقل نموا ، معظهما دول افريقية تقع في جنوب الصحراء، لمساعدة هذه
الدول الفقيرة في النهوض من ازمتها الاقتصادية.
واكد عواد ان مصر
كانت تري دائما حتي قبل الازمة الاقتصادية العالمية الراهنة ، أن
عبء خدمة الديون والديون الخارجية للدول الافريقية الواقعة جنوب الصحراء،
يمثل عائقا اساسيا امام جهود هذه الدول في التنمية . واشار عواد الي
ان هناك مقترحات الي تجميد الديون او تجميد اعباء خدمة الدين أو الغاء
بعضها، وخاصة وان 90٪ من حصيلة صادرات هذه الدول تذهب لخدمة الدين
الخارجي. ووصف عواد هذا الامر ، بانه " غير مقبول "..مشيرا الي
ان الاوضاع الصعبة في ظل الازمة الاقتصادية العالمية تدعو الي تعامل اكثر
جدية ومرونة من جانب الدول الدائنة تجاه الدول المدينة في افريقيا.
المشاركة في القمة
وحول