من طرف اليك يا(ملأ) الهمينى وأدخلينى غارٌ من حزن طروب...
اليك وانتي تجعلين الحياة تحتملنى
بضجيجى وفوران روحى وثورات غضبى العظيم..
اليك وانتي ترافقينى فى غربة الروح الأخيرة......
اليك اهدى بعض من سير القلب والمنفى.....
اليك وحدك يا قصائد روحى الحسنى..
سنوات غربتى الاليمة التى اكملتها اليوم...
من نسيان قدر انجبتنى فيه دروب الغربة رجلٌ
من حزن وغيمات وعزيمة وبعض قصيد...
وفيه صغت فرحى بالدنيا وللدنيا...
سنوات غربتى هى حديقتى ذات الاشواك
ومرآتى التى هشمتها زخات المطر الحامضه..
غربتى يا جسد الفضاء حين افاض القلب منتشيا
سكرانا ، غيما ، نهرا ، برئيا ، طفلا ، مراهقا ،
وعذبا كعذوبه ملحك المستساق ..
وفى نسيان ذاتي أغنى... على صدرك ،
افترش قصاصاتى وأحكيها حكايات جسارة ، وخسارة مطر..
ومع ذلك أغنى ربما ينشق صدرك الى نهرين واحدا لى وحدى ،
والآخر لعشاق البحر وانا اول عاشقيه المجنون بذبده
حين تنكسر رغوة الموت...
ويفوح البلد البعيد بصندل الدروب
التى سرناها ذات حلم ..
بوعى تام أشعل نارى دافئة
ورقراقة كحلم تفرهد في حنايا فؤادي.
هذه الليلة أشعلها ... بدموعى اضيئها... اشهق ولا اموت...
ان املي حى يوحى بشوق منتصف الحكاية فى منتصف ولع الليل..
اننى بعشقك يا ( ملأ ) سكرنا..
يا لـ صمت النيل والقيامة الاشهى..!!
يا لـ لعنتى الطازجة..!!
يا لـ نهرى الصادح حد البكاء...حد نشوة موتى...!!
فخذينى لموتك (المشتهى) وخذينى لسدرة المنتهى..!
لنهر فيك يغسلنى الليلة لاعود صبياً ..
اليوم تعزفنى مزامير العمر الحزين
مليار عام من الشجن انتظرت
لأعيد تلاوة السير والصور ،
وأعد شامات الأمل على صدر الليل
الذي يخلخل جراحات غربتى بالحكمة ،
وانا ارتوى بالانفعالات والدموع ...
وروحى التى لاتشبهني الا وحدى ، تشبهنى وحدى وكفى!!
ليلة بلا صهد.. وبلا صى... وبلا نحيب
لتكن ليلتى الأولى ، السرمدية ، ليلتى الأخيرة ..!!
ساموت بعدها وتدفن حكاياتى
على ساحل قلبٍ عجوز الخبرات صبى اللعنات ..
ستنبت نبتا مفرهدا اخضرا مكحلا بفرحة عينيك
فى ليلتي الفريدة..
ثم بعد...
مرت اعوام الهزائم والانتصارات والانكسارات والقيامات..!!
مرت و مازلت ارى وجهك كما اشتهيت
حين خالجني تعبير احساسك المعروش بالجليد ..
جليد حولته الامنيات الحلوة التى دثرتنى ذات دفء
الى نار تدفىء اوصال روحى...
شاحنة ثقيلة الحمولة هى الاعوام التي مرت
كهزيمة كاغنيات كمعزوفة يردد صداها النيل ،
شاحنة لم تستطع ان تسحقنى
وان خارت الالوان التى أحب ولم تطمس هوية قلبى ،
دهست ما دهست من تفاصيلى ولهفتى على الحياة وبالحياة..
ميلاد دم جديد يلون الجليد فتنبت ابنوسة روحى اكثر صمودا وقوة ،
وتدندن أغنية فى عمق فؤادي...
اغنية من ادغال بعيدة تسكن حياتى تدوزنها وتمنحها القدرة على الغناء..
هل لى ان احتفى يا ( ملأ ) بحكايات الساحل المهجور
واحزان المهاجرين على مرساه؟
هل اضىء لك شموعك التى اخذتها حين غادرت عزلتى؟
ام احتفى لاجل الطوفان القادم..
طوفان يعيد ترتيب الحياة او يجرفني الى النهايات
التى تزهر على حواف الريف المسكون؟
زهرات يتبرك بها العشاق القادمين ،
يغنون باللغة التى تداولتها الانهار حين صبابتنا البكرة..
دعيني اذن احتفى بالحصاد مرا او حلوا ،
وابحثي معى عن ايقاع ضحكتى حين كانت نهرا صاخبا
تجلجل تاريخ الاستلاب وأكذوبة العشق الخرافي ..
ضحكتي التي كانت تتفرهد على شجرة الباباى
وتبقى الثمرة الوحيدة التى ما استطاع المكر (الانوثى) تذوقها ..
ضحكتى التى كانت تضئ فانوس كاد ان ينطفىء
مع آخر قضمة لجسد غاباتك الندية...
ربما تحتاجين يا انثى الادغال الى دروس خصوصية فى حكايات (الوفاء)...
لاتهدهدي يا(حبيبة) ذاكرة المشاوير وكلام الضجيج حين يصحوان ،
وتحرضي الروح لتصمت والى الابد...
دعيني أحتفى اذن يا ( ملأ ) على غابة صدرك
وامارس هواية رقص احرفي ومفرداتي المثخنات
لـ وطن اشتاق لرزاز مطره ودهاليز صوره
وانا ابن الوطن المنفى فى قلبى حيث سكنتنى الوحشة في ليل وحيد ..
لأ حتفى اذن....
او اوهبينى قربانا لسطوة النيل ..
ربما تصحو المدينة على اناشيد الهجرة وطبولها...
ربما...!!!
