بسم الله الرحمن الرحيم
يظن بأنه سيطر على الأوضاع ، وبأنه يستطيع إعادة ذلك بسهولة متى أراد , إنه يكتسب ثقة بنفسه، وإذا تكرر نجاحه تأكدت ثقته بنفسه وزادت , والنجاح يصعد قدرات الإنسان وينميها.
ولكن النجاح والفوز الذي يحققه أي إنسان لم يحدث بقدرات وتأثيرات ذلك الإنسان فقط ، لأن كل نجاح أو فوز ناتج عن تفاعل عناصر وظروف كثيرة جداً ، ولكن الإنسان يختصر ويختزل تأثير تلك العناصر والظروف ويبقي تأثيره هو فقط ويعتبر بأنه هو السبب الأساسي في ذلك النجاح ، وهنا يكون التقييم غير دقيق.
فإذا أراد الإنسان أن يحقق القدرة على التقييم الدقيق لنجاحه في مجال معين يجب أن يلاحظ ويدرس كافة مقومات وعناصر وظروف ذلك النجاح ، ثم يقارنها مع الواقع الموجود بشكل مجرد وموضوعي ودقيق , وهذا يكون صعباً على الكثير من الناس , لأن الواقع يفرض على الإنسان التفاؤل والثقة بالنفس أوالعكس فيفرض عليه الإحباط وعدم الثقة بالنفس ، وبالتالي التحيز وعدم الدقة والواقعية , وهناك الكثير من الأمثلة على الثقة بالنفس المبالغ بها - وتأثير النجاح أو الفشل - ، فالمهندس الذي أشرف على حفر قناة السويس - دولي سيبس- اعتبر نفسه بأنه حقق المعجزة بقدراته الخاصة ، واعتبر بأنه يملك القدرة على حفر قناة بنما ، وقيم الأوضاع لحفر قناة بنما وقدراته المتاحة بطريقة غير موضوعية فارتكز على نجاحه في قناة السويس ، وقد فشل فشلاً ذريعاً عندما حاول فتح تلك القناة - وهناك الكثير من الأمثلة - .
وهذه الظاهرة تنطبق على الجماعة كما تنطبق على الأفراد ، فعندما يصدر مجموعة أفراد حكم أو تقييم لنجاح حققوه فإن تأثير الغرور والثقة بالنفس الكاذبة يمكن أن يزداد بتأثير الإيحاء وانتشار التأثيرات الانفعالية بين الجماعة.
وقد أصبحت هذه الظاهرة لدى الشعوب المتقدمة ضعيفة التأثير فالنجاح الذي تحققه هو نجاح مدروس بشكل جيد، ومتنبأ به بموضوعية، بينما المجتمعات المتخلفة ما زالت على حالها فهي تستخدم تقييمات غير دقيقة وغير مناسبة , فتكذب على نفسها وتصدق هذا الكذب ، فهي تعطي أو تنسب لنفسها أو للأوضاع خصائص وقوى غير موجودة فعلاً ، وتبني تنبؤاتها على واقع غير موجود فتكون تقييماتها منخفضة الدقة بدرجة كبيرة ، وأغلب هؤلاء يريدون الربح والفوز والنجاح بأية طريقة كانت المهم بالنسبة لهم الشعور بالفوز والنجاح .
وكذلك تقييم الفشل يجب أن يكون واضحاً ودقيقاً لكي لا يحدث إحباط وعدم ثقة بالنفس .
إن النجاح من المرة الأولى - أو إصابة الهدف من المرة الأولى - لا يكسب مهارة النجاح في المرات التالية المماثلة ، فإصابة الهدف في المرة الأولى أو المرات القليلة الأولى حدث لأن العوامل والمؤثرات المتحكمة في إصابة الهدف كانت مناسبة ، ولكن المطلوب تحقيق إصابة الهدف في كافة الظروف .
فإذا لم تحدث العوامل والمؤثرات المحتملة لإعاقة إصابة الهدف فكيف لنا أن نحدد آليات التحكم في معالجتها عند حدوثها ، وهذا يعني أنه كلما كثرت العوامل التي تعيق إصابة الهدف واستطعنا معالجتها والتحكم بها كلما اكتسبنا مهارة أكبر في تحقيق إصابة الهدف - أو النجاح في المشروع - وزادة نسبة احتمال تحقيقه مهما كانت الظروف , فالنجاح بعد الفشل الكثير المتكرر بسبب الأوضاع والظروف إذا تم تحقيقه في النهاية يكسب مهارات كثيرة تسهل تحقيق النجاحات المماثلة ، بالإضافة إلى معرفة المستلزمات - العناصر والظروف والقوى- لتحقيق نجاح معين.
بقلم: نبيل حاجي
يظن بأنه سيطر على الأوضاع ، وبأنه يستطيع إعادة ذلك بسهولة متى أراد , إنه يكتسب ثقة بنفسه، وإذا تكرر نجاحه تأكدت ثقته بنفسه وزادت , والنجاح يصعد قدرات الإنسان وينميها.
ولكن النجاح والفوز الذي يحققه أي إنسان لم يحدث بقدرات وتأثيرات ذلك الإنسان فقط ، لأن كل نجاح أو فوز ناتج عن تفاعل عناصر وظروف كثيرة جداً ، ولكن الإنسان يختصر ويختزل تأثير تلك العناصر والظروف ويبقي تأثيره هو فقط ويعتبر بأنه هو السبب الأساسي في ذلك النجاح ، وهنا يكون التقييم غير دقيق.
فإذا أراد الإنسان أن يحقق القدرة على التقييم الدقيق لنجاحه في مجال معين يجب أن يلاحظ ويدرس كافة مقومات وعناصر وظروف ذلك النجاح ، ثم يقارنها مع الواقع الموجود بشكل مجرد وموضوعي ودقيق , وهذا يكون صعباً على الكثير من الناس , لأن الواقع يفرض على الإنسان التفاؤل والثقة بالنفس أوالعكس فيفرض عليه الإحباط وعدم الثقة بالنفس ، وبالتالي التحيز وعدم الدقة والواقعية , وهناك الكثير من الأمثلة على الثقة بالنفس المبالغ بها - وتأثير النجاح أو الفشل - ، فالمهندس الذي أشرف على حفر قناة السويس - دولي سيبس- اعتبر نفسه بأنه حقق المعجزة بقدراته الخاصة ، واعتبر بأنه يملك القدرة على حفر قناة بنما ، وقيم الأوضاع لحفر قناة بنما وقدراته المتاحة بطريقة غير موضوعية فارتكز على نجاحه في قناة السويس ، وقد فشل فشلاً ذريعاً عندما حاول فتح تلك القناة - وهناك الكثير من الأمثلة - .
وهذه الظاهرة تنطبق على الجماعة كما تنطبق على الأفراد ، فعندما يصدر مجموعة أفراد حكم أو تقييم لنجاح حققوه فإن تأثير الغرور والثقة بالنفس الكاذبة يمكن أن يزداد بتأثير الإيحاء وانتشار التأثيرات الانفعالية بين الجماعة.
وقد أصبحت هذه الظاهرة لدى الشعوب المتقدمة ضعيفة التأثير فالنجاح الذي تحققه هو نجاح مدروس بشكل جيد، ومتنبأ به بموضوعية، بينما المجتمعات المتخلفة ما زالت على حالها فهي تستخدم تقييمات غير دقيقة وغير مناسبة , فتكذب على نفسها وتصدق هذا الكذب ، فهي تعطي أو تنسب لنفسها أو للأوضاع خصائص وقوى غير موجودة فعلاً ، وتبني تنبؤاتها على واقع غير موجود فتكون تقييماتها منخفضة الدقة بدرجة كبيرة ، وأغلب هؤلاء يريدون الربح والفوز والنجاح بأية طريقة كانت المهم بالنسبة لهم الشعور بالفوز والنجاح .
وكذلك تقييم الفشل يجب أن يكون واضحاً ودقيقاً لكي لا يحدث إحباط وعدم ثقة بالنفس .
إن النجاح من المرة الأولى - أو إصابة الهدف من المرة الأولى - لا يكسب مهارة النجاح في المرات التالية المماثلة ، فإصابة الهدف في المرة الأولى أو المرات القليلة الأولى حدث لأن العوامل والمؤثرات المتحكمة في إصابة الهدف كانت مناسبة ، ولكن المطلوب تحقيق إصابة الهدف في كافة الظروف .
فإذا لم تحدث العوامل والمؤثرات المحتملة لإعاقة إصابة الهدف فكيف لنا أن نحدد آليات التحكم في معالجتها عند حدوثها ، وهذا يعني أنه كلما كثرت العوامل التي تعيق إصابة الهدف واستطعنا معالجتها والتحكم بها كلما اكتسبنا مهارة أكبر في تحقيق إصابة الهدف - أو النجاح في المشروع - وزادة نسبة احتمال تحقيقه مهما كانت الظروف , فالنجاح بعد الفشل الكثير المتكرر بسبب الأوضاع والظروف إذا تم تحقيقه في النهاية يكسب مهارات كثيرة تسهل تحقيق النجاحات المماثلة ، بالإضافة إلى معرفة المستلزمات - العناصر والظروف والقوى- لتحقيق نجاح معين.
بقلم: نبيل حاجي