منتديات الشيماء



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الشيماء

منتديات الشيماء

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات الشيماء


2 مشترك

    تفسير صوره القمر

    شمس الحياه
    شمس الحياه
    نائبه المدير
    نائبه المدير


    رقم العضويه : 3 عدد المساهمات : 460
    تاريخ التسجيل : 13/05/2009

    الملف الشخصى
    تنسيق الملف الشخصى: 10

    افتراضى تفسير صوره القمر

    مُساهمة من طرف شمس الحياه الخميس أغسطس 06, 2009 12:02 pm

    سورة القـمر

    « مكيّة ،
    وهي خمس وخمسون آية »
    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ
    وَانشَقَّ ا لْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ
    مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْر مُسْتَقِرٌّ
    (3)وَلَقَدْ جَاءَهُم مِنَ الاَْنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ
    بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5)فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ
    إِلَى شَيْء نُكُر (6) خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الاَْجْدَاثِ
    كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ
    الْكَافِرُونَ هذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
    شرح المفردات الآيات (1 ـ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    جاءهم
    من الأنباء ما فيه مزدجر :جاء من أنباء الاُمم وأخبارها وما عرّفناهم به من حوادث
    القيامة والحساب، مايكفي لمنعهم عن المعصية، لو كانوا يتّعظون.
    يوم يدع الداع
    الى شيء نُكر :يوم يدعوهم الداعي الى شيء لم يروا مثله، والمراد من هذه العبارة، هو
    أنهم يُدعون إلى الحشر; لينتهوا إلى النار والعذاب.
    الأجداث :القبور.
    مهطعين
    الى الدّاع :ناظرين إلى الدّاعي ، مشدودة أبصارهم إليه .
    المعنى العام الآيات (1
    ـ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    ابتدأ الله سبحانه هذه السورة بانذار مفزع مفاجئ من غير تمهيد ولا تقديم ،
    ليكون أبلغ في التأثير والتحذير ، وليحدث هزة نفسية قوية التحريك
    والاثارة.
    ابتدأها بقوله (اقتربت الساعة وانشق القمر). لقد اقترب يوم القيامة ،
    وانتم لاهون مكذبون ، وانشقاق القمر آية ودليل على نبوة محمّد (صلى الله عليه وآله
    وسلم) (6) ، فهلا عاد اليكم الوعي ، وعدتم إلى انفسكم للتأمل والتفكير والسير في
    مسار النبوة .
    غير ان اولئك المخاطبين مصرون على التكذيب ، وان شاهدوا كل دليل
    ومعجزة حسية على صدق النبوة ، واتهامها بأنها سحر قوي مهيمن على العقول ، انهم
    يتبعون اهواءهم المتحللة المنحرفة التي تدعوهم إلى رفض الإيمان مخافة ان يقودهم إلى
    الحق والاستقامة والالتزام السلوكي ، ان مواقفهم تلك لا تغير من الحقيقة شيئاً ،
    فكل امر مستقر ، خيراً كان أم شراً ، كل شيء قد اتخذ موقعه في عالم الوجود ،
    فالنبوة ثبتت ، وعالم الآخرة قائم موجود ، ولقد قامت عليه الحجة وجاءهم من البيان
    والانذار ومواعظ التأريخ ما فيه الكفاية لردعهم ، وإعادتهم إلى الصواب . غير انهم
    مصرون ، فما تنفع النذر والمواعظ بعد الحكمة البالغة التي جاءهم بها القرآن .
    *
    * *
    ثمّ يترك القرآن الحديث عن اولئك المجرمين فيخاطب نبيه الكريم محمداً (صلى
    الله عليه وآله وسلم)ويدعوه إلى تركهم وعدم الانشغال بالرد على سفههم واقوالهم بعد
    إقامة الحجّة والدليل... اتركهم يا محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) ، اتركهم إلى
    ذلك اليوم الرهيب ، يوم يدعوهم الداعي للخروج من القبور إلى شيء نكر ، إلى شيء لم
    يألفوه ، ولم يفكروا به ، ولم يتصوّروا أهواله ، وهو العذاب المهين ، فعندها
    سيتذكرون ما قلت لهم ... في ذلك اليوم سيخرجون من القبور خروج الجراد من غِيرانها ،
    مبعثرين مضطربين ، يصطدم بعضهم ببعض ، لا وجهة لهم ولا نظام، من هول الصدمة وذهول
    المفاجأة ، يعلو أبصارهم الذل والمهانة ، وهي مشدودة مصوبة نحو المنادي الذي ينادي
    بالبعث والنشور.. وعندها سيواجهون ذلك الموقف المذهل الرهيب ، وسيقول الكافرون هذا
    يوم عسير .
    * * *
    كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوح فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا
    وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ
    (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّماءِ بِمَاء مُنْهَمِر (11) وَفَجَّرْنَا ا
    لاَْرْضَ عُيُوناً فَا لْتَقَى ا لْمَاءُ عَلَى أَمْر قَدْ قُدِرَ (12)
    وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاح وَدُسُر (13)تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً
    لِمَن كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَد تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُدَّكِر
    (15)فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ا لْقُرْآنَ
    لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِر (17)كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي
    وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْم نَحْس
    مُسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَ نَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْل مُنقَعِر
    (20)فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ا لْقُرْآنَ
    لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِر (22)كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23)فَقَالُوا
    أَبَشَراً مِنَّا وَاحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلاَل وَسُعُر
    (24)أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ
    (25)سَيَعْلَمُونَ غداً مَنِ ا لْكَذَّابُ ا لاَْشِرُ (26) إِنَّا مُرْسِلُو
    النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ
    ا لْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْب مُحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا
    صَـاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30)
    إِنَّا أَرْسَـلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِـيمِ ا
    لْمُـحْتَظِرِ (31) .
    تفسير المفردات الآيات (9 ـ 31)
    وازدجر :طُرد وصُد
    بالصياح وبالكلام القبيح.
    بماء منهمر :بمطر غزير سريع الانصباب.
    وحملناه على
    ذات ألواح ودسر : وحملنا نوحاً ومن معه على سفينة مصنوعة من الاخشاب المتماسكة
    بالمسامير.
    ريحاً صرصراً : ريحاً باردة شديدة.
    تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل
    منقعر : تقتلع الريح الهابّة أولئك الناس المجرمين فترمي بهم كأنهم جذوع نخل انقلعت
    من أصولها.
    سُعر : جنون.
    كذّاب أشر : كذاب شديد الفرح والدهشة بما
    عنده.
    ونبّئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر :نبئهم يا صالح أن شرب الماء
    مقسوم بينهم وبين الناقة، فلكل نصيبه، فيوم لهم، ويوم للناقة، فاذا كان يومهم حضروا
    للشرب وحدهم، وإذا كان يوم الناقة حضرت للشرب وحدها.
    كهشيم المحتظر :المحتظر:
    الذي يبني لغنمه حظيرة، والهشيم: حطام الشجر، والمعنى: انّ قوم صالح صاروا حطاماً
    كحطام الشجر الذي يجمعه صانع الحظيرة لبناء حظيرته.
    المعنى العام الآيات (9 ـ
    31)
    بعد هذا التعريف بأحداث قوم نوح ، وما سبقها من أنباء الآخرة ، خاطب البشرية
    جميعها بقوله : (ولقد يسّرنا القرآن للذِّكر فهل من مُدّكر ) . ففي هذه الآية
    يتحدّث عن وضوح القرآن ويسر فهمه ودلالته لمن أراد ان يهتدي ويستحضر في نفسه عظمة
    الله ويكون من الذاكرين . ثمّ يستفهم داعياً للتذكّر ، وحاثّاً على قبول الهدى
    بقوله: (فهل من مُدّكر ) ، هل من مفكر متأمل يعرف صدق هذه الدعوة فيؤمن بها
    ؟
    ويعود فيعرض صورة اُخرى من حوادث التاريخ المروعة ، وهي ما حلّ بقوم عاد من
    عذاب ودمار بعد ان كذبت هوداً (عليه السلام) ، فكيف كان ذلك العذاب وكيف كان ذلك
    النذير ، لقد كان نكالا وفناء لهم ، ودرساً وانذاراً لمن يأتي بعدهم ... لقد
    أُهلكوا بريح عاتية عاصفة ، هبّت عليهم في يوم شؤم وانتقام فاستمرت سبع ليال
    وثمانية أيام متصلة بعذاب الآخرة ، فما انتقلوا من عذاب الدنيا حتّى حلّوا بعذاب
    الآخرة ... ولكي يحضر صورة الحدث مجسّدة أمام الإنسان المخاطب، صوّرهم بصورة جذوع
    النخل الذي تقلعه الرياح العواصف من أصوله فتلقي بها مبعثرة هنا وهناك .
    وتلك
    صورة من صور العذاب والانتقام الدنيوي ، فما أعظمه من عذاب وانتقام .
    * *
    *
    ويُكرِّر الله سبحانه قوله : (ولقد يسّرنا القرآن للذِّكر فهل من مُدّكر )
    ليلفت نظر الإنسان الى فضل الله عليه ، إذ سهّل له طريق الهداية والبيان ، ثمّ يسرد
    القرآن حوادث الانتقام من ثمود ، وهم قوم النبي صالح الذين استكبروا ورفضوا اتّباع
    نبيهم ، لأ نّه بشر مثلهم ، وواحد لا قوّة له ولا أنصار ، وقالوا ان نحن اتبعناه
    إنّا إذاً لخاطئون وتائهون عن طريق الصواب ، وفي الآية إيحاء بما تعبّر عنه من
    مواقف الجهل والعناد التي ينقلب فيها الحق باطلا . فقد صوروا اتباع دعوة الهدى
    والاصلاح ضلالا ، بل ولايفعلها إلاّ من كان في سُعر ، في جنون كما يدعون . . ثمّ
    يتساءلون كيف ينزل عليه الوحي من بينهم ، وهم لايطّلعون على ذلك انه اذاً كذاب ،
    انهم يريدون ان يسمعوا نزول الوحي ، أو يروا ملك الوحي ليصدقوا . لذا فانهم يتهمون
    نبيهم بأنه كذاب متكبر أصابه البطر ، ودعاه ذلك لأن يظهر فيهم كعظيم متفوق عليهم ،
    انهم يتهمون نبيهم الذي جاءهم بالاصلاح ورسالة الخلاص .
    * * *
    بعد أن تحدّث
    القرآن عن المعاندين المكذِّبين برسالة القرآن ، ونبوة محمّد (صلى الله عليه وآله
    وسلم) ، استعرض لنبيه الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) حوادث من أعماق التاريخ
    واجهها الأنبياء قبله ، ليعرِّف بمسار الصراع بين الأنبياء والطواغيت على امتداد
    التاريخ البشري ، وليوحي لاجيال المؤمنين ان هذا الصراع سيستمر ولن ينتهي ، فكما
    كذّب أهل مكّة نبوّة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد كذب قوم نوح قبلهم بنبوّة
    نبيهم ، واتهموه بالجنون وازدجروه، لقد قابلوه بالكلام السيِّئ القبيح ، وبالتهديد
    بالقتل والوعيد ، يرفعون أصواتهم وانفعالاتهم بوجهه ، انّه الاسلوب التافه الأحمق
    الذي يتبعه من لا حجة له ولا دليل غير اتهام الدعاة إلى الحق بالجنون واثارة
    الشبهات واطلاق الكلام البذيء ، ومواجهة الحوار المعقول بالضجيج والصياح المنفعل
    ... فلم يجد نوح سبيلا غير اللجوء إلى الله يدعوه بالنصر ، فأجاب الله دعوته
    شمس الحياه
    شمس الحياه
    نائبه المدير
    نائبه المدير


    رقم العضويه : 3 عدد المساهمات : 460
    تاريخ التسجيل : 13/05/2009

    الملف الشخصى
    تنسيق الملف الشخصى: 10

    افتراضى رد: تفسير صوره القمر

    مُساهمة من طرف شمس الحياه الخميس أغسطس 06, 2009 12:08 pm

    ثمّ ينقل القرآن صوراً من كوارث العقاب التي انزلها الله سبحانه بعد اجابة
    الدعوة بالمكذبين فذكر ما حلّ بقوم نوح ، فكانوا مثلا شاخصاً في مسار التاريخ ، اذ
    بقي نوح فيهم تسعمائة وخمسين عاماً يدعوهم إلى الإيمان فلم يؤمن منهم إلاّ قليل ،
    فارسل الله عليهم الطوفان، لقد انهمر الماء من السماء مطراً غزيراً ، وفجرت الأرض
    ينابيع فالتقى ماء السماء بماء الأرض لتنفذ ارادة الله فيهم ، التقى الماء المنحدر
    من سحب السماء بالماء المتدفق من عيون الأرض ليتم امر الله، وهو اهلاك المجرمين
    المكذبين غرقاً ، إلاّ من آمن وصدّق ، فقد حملهم في السفينة التي صنعها نوح 7 من
    الواح الخشب وشد أجزاءها بالمسامير ، فجرت في تلك المياه الغامرة برعاية من الله
    وعناية ، جزاءً وتأييداً لنوح الذي كُفر برسالته ونبوّته .. فكان حديث الطوفان
    والسفينة آية للعالمين ، والقرآن اذ يورد هذا الحدث العظيم يستفهم داعياً إلى
    استيعاب الدرس ، واستفادة الموعظة بقوله: (فهل من مُدّكر ) ، فهل من متعظ يتعظ بتلك
    الأحداث والوقائع .
    * * *
    وللتعريف بشدّة العذاب وهوله ، اسـتفهم القرآن
    قائلا : (فكيف كان عذابي ونذر ) ؟ والاستفهام هنا يستبطن الجواب: ألم يكن عذابي
    ونذري مرعبة مُدمِّرة ، لا رادَّ لها ، ولا ملجأ منها إلاّ ما شاء الله .
    ويعرض
    القرآن مثلاً في الحديث عن الامم والاقوام التي كذبت انبياءها فاستحقت العذاب ،
    انّه يعرِّض قبيلة عاد وموقفها من نبيّها هود عليه السلام، فيحدث أجيال البشرية
    عمّا حلَّ باُولئك المجرمين إذ أرسل عليهم ريحاً شديدة باردة نحسة مشؤومة ، لقد
    استمر هبوبها سبع ليال وثمانية أيام حتّى قضت عليهم فكانوا كأعجاز نخل منقلع من
    الأعماق ، يملأون الأرض مبعثرة جثثهم بهذا الريح العاصف.. لقد استحقوا هذا العقاب
    الجماعي بجرمهم وفسادهم ، ومثلهم في التكذيب والجريمة ثمود الذين كذبوا نبيهم
    صالحاً وقالوا كيف يلقى عليه الذِّكر من بيننا ، كيف يلقى عليه الوحي وهو بشر منّا
    إنّه كذّاب أشر ، سيعلمون من هو الكذاب الأشر الذي يستحق العقاب والعذاب عن قريب ،
    وهو عذاب يوم القيامة ، انّه تهديد ووعيد لأولئك المجرمين المكذِّبين، لقد أوعدهم
    بعذاب الغد كناية عن الاستقبال، وقرب وقوعه في حساب الله تعالى .
    ثمّ يتحدّث
    القرآن عن آية معجزة من معاجز الله سبحانه ، ودلائل تصديقه للأنبياء (عليهم السلام)
    ، لقد طلب قوم صالح من نبيهم ان يخرج لهم من صخرة الجبل ناقة حمراء عشراء ، تشرب من
    مائهم ، فتعطي لهم مثل ما شربت لبناً ، فأيّد الله نبيّه وأخرج لهم تلك الناقة كما
    سألوا ، اختباراً وابتلاء لهم ، وقطعاً لعذرهم ، وقد علم الله سبحانه كذبهم ،
    وتشبثهم بالاعذار ، فطلب من نبيّه ان يصبر على ما يلاقي من الأذى والاضطهاد ،
    وينتظر مواقفهم من تلك الآية الحسية الملموسة فان كذبوا فسيحل بهم العذاب .
    وطلب
    منه (عليه السلام) ، ان يخبر قومه ان شرب الماء مقسوم بينهم وبين الناقة ، فيوم لهم
    ويوم للناقة ، وليس لهم ان يحضروا الماء ويشربوا يوم شربها ، كما ليس لها ان تحضر
    وتشرب يوم شربهم ، فكل له نصيبه ، ومع هذه الآية والدلالة والاستجابة للطلب تآمروا
    فيما بينهم فطلبـوا من أحد أشرارهم ان يقتل الناقة ، فنفذ تلك الجريمة لاصرارهم على
    التكذيب والاسـتخفاف بأمر الله تعالى ... فحقّ عليهم العذاب فأرسل عليهم الصيحة
    فاُهلكوا فكانوا كالشجر اليابس المحطّم .
    وأمام هذا المشهد والتصوير المروِّع
    يسأل القرآن: فكيف كان هذا العذاب ؟ وكيف كانت تلك النذر ؟ ألم تكن انتقاماً
    واستئصالا ؟ أ لَيْسَت كافية للرّدع والموعظة ؟
    * * *
    وَلَقَدْ يَسَّرْنَا
    الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِر (32) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوط بِالنُّذُرِ
    (33)إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ آلَ لُوط نَجَّيْنَاهُم بِسَحَر
    (34) نِعْمَةً مِنْ عِندِنَا كَذلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ (35)وَلَقَدْ أَنذَرَهُم
    بَطْشَتَنَا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ (36)وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ
    فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُم
    بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْـتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدْ
    يَسَّـرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِر (40) وَلَقَدْ جَاءَ آلَ
    فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ
    عَزِيز مُقْتَدِر (42) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِن أُولئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ
    فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ ا
    لْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ
    أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) إِنَّ ا لْمُـجْرِمِينَ فِي ضَلاَل وَسُعُر (47) يَوْمَ
    يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)إِنَّا كُلَّ
    شَيْء خَلَقْنَاهُ بِقَدَر (49)وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْح بِا
    لْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُدَّكِر (51)وَكُلُّ
    شَيْء فَعَلوُهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِير وَكَبِير مُسْتَطَرٌ (53)إِنَّ
    ا لْمُتَّقِينَ فِي جَنَّات وَنَهَر (54) فِي مَقْعَدِ صِدْق عِندَ مَلِيك
    مُقْتَدِر (55) .
    تفسير المفردات الآيات (32 ـ 55)
    حاصباً :ريحاً رمتهم
    بالحجارة والحصباء .
    نجّيناهم بسحر :نجيناهم عند انبثاق الفجر .
    أنذرناهم
    بطشتنا :أنذرهم لوط شدة عذابنا الذي سينزل بهم.
    فتماروا بالنّذر :تماروا :
    كذّبوا ، وشـكّوا في صدق لوط ، وردّوا عليه بالباطل ، والنّذر : جمع انذار .
    والمعنى : لم يصدّقوا الانذار الذي أنذرهم به لوط .
    ولقد أهلكنا أشياعكم :لقد
    أهلكنا أشباهكم في الكفر والضلال.
    وكلّ شيء فعلوه في الزّبر :كلّ شيء يصدر عن
    الإنسان مُدوّن ومسجل عليه في الزبر، وهي كتب الملائكة الحفظة.
    المعنى العام
    الآية (32 ـ 55)
    ويقسم الله مرّة اُخرى بقوله : (ولقد يسّرنا القرآن للذِّكر فهل
    من مُدّكر ) . ليُركِّز في الأذهان يسر القرآن وكفاية ما فيه للهداية ، ولينفي
    ادعاء من يدعي ان القرآن رموز وطلاسم ومعميات لا تفهمه إلاّ فئة خاصة من الناس ،
    انه وان حوى من العمق والخزين ما يحتاج إلى علم ووعي استوعبه أهل العلم وأصحاب
    شمس الحياه
    شمس الحياه
    نائبه المدير
    نائبه المدير


    رقم العضويه : 3 عدد المساهمات : 460
    تاريخ التسجيل : 13/05/2009

    الملف الشخصى
    تنسيق الملف الشخصى: 10

    افتراضى رد: تفسير صوره القمر

    مُساهمة من طرف شمس الحياه الخميس أغسطس 06, 2009 12:09 pm

    العقول ، غير انه قرآن ميسر لكل قارئ يفهم لغته ، فهو يوفر لكل مستوى من قرائه ما
    يكفيه للهداية ، والوصول إلى الله سبحانه ، وتلك معجزة اخرى من معاجزه التي لاتنفد
    ...
    ثمّ يحضر للاجيال صورة اخرى من صور العذاب الذي حلّ بالمكذبين ، فيتحدث عن
    الانتقام الالهي من قوم لوط الذين كذبوا بنبيّهم وانتشر بينهم الشذوذ الاخلاقي
    والانحراف الجنسي، فأرسل الله عليهم لوناً آخر من الوان العذاب ، ارسل عليهم ريحاً
    شديدة تحمل الحجارة والحصباء فرجمهم بها ، فكان الانتقام والاستئصال الذي لم يستثن
    إلاّ آل لوط جزاء لايمانهم وبعدهم عن ممارسة الفاحشة ، ونعمة من الله عليهم ، ولم
    يحل ذلك العذاب إلاّ بعد الانذار والتحذير من لوط عليه السلام لقومه ونهيه المتواصل
    لهم بترك فاحشة اللواط فلم يستجيبوا ، لقد تمادوا في غيهم حتّى راودوا لوطاً عن
    ضيفه وكانوا ملائكة ... جاء المنحرفون إلى بيت لوط للاعتداء الجنسي الشاذ على ضيفه
    ، اذ ظنوهم بشراً مثلهم ، فأعمى الله أبصارهم عنهم ، واستحقوا العقاب لما مارسوا من
    جرائم واصرار فأنزل الله بهم ذلك العذاب صباحاً، واسـتمرّ بهم حتّى تم القضاء عليهم
    ..
    وفي الآية إيحاء بعظم جريمة اللواط والشذوذ الجنسي ، إذ جعل عقابها في الدنيا
    الانتقام والرمي بالحجارة حتّى الابادة . لقد حل بهم العذاب الجماعي بكرة (صباحاً)
    ، ولم ينج منهم غير آل لوط ، فقد نجاهم الله سبحانه قبل وقوع العذاب ، نجاهم في سحر
    ذلك اليوم فأذاق الله المجرمين ذلك العذاب المهين جزاء وفاقاً لما عملوا من
    سوء.
    (ولقد يسّرنا القرآن للذِّكر فهل من مُدّكر) .
    وللمرّة الرابعة يقسم
    الباري جلّ شأنه على يسر القرآن ووضوح دلالته لمن فتح قلبه وعقله وتلقاه من غير
    عناد أو تعقيد ، يقسم بقوله : (ولقد يسرنا القرآن للذِّكر فهل من مُدّكر ) .
    وما
    زال القرآن في هذه السورة يسوق المثل التاريخي تلو المثل ، فيذكر هنا آل فرعون وما
    حلّ بهم من عذاب فيقول: (ولقد جاء آل فرعون النذر * كذبوا بآياتنا فأخذناهم أخذ
    عزيز مقتدر ) ، لقد أخذ الله آل فرعون بقوة واقتدار وعزة ومنعة ، فلا صادّ لما حلّ
    بهم من انتقام ، لقد أهلك الله فرعون وقرابته ، ومن تابعه على كفره وجريمته ، بعد
    ان كذّبوا ما جاءهم به موسى من نُذُر ، من الآيات ودلائل الاثبات ..
    بعد هذا
    العرض لاحداث الطواغيت والاُمم الضالّة المنقرضة، يخاطب القرآن طواغيت مكة وكفّارها
    الذين غرتهم كثرتهم وقوّتهم، يخاطبهم مستفهماً ومستنكراً بقوله: (أكُفّاركم خير من
    أولئكم أم لكم براءة في الزبر ) ، أكفّار مكة أقوى وأشد وأكثر مالا وعدداً ، أم
    اولئك الذين أهلكهم الله ؟ أم لكم براءة مكتوبة في ما أنزل الله من كتب سابقة: أن
    لن يصيبكم العذاب ؟ لا شيء من ذلك متحقق لكم ، فلستم اكثر ممن سبقكم قوة وجمعاً ،
    ولستم معفوّين من العذاب بنصّ جاء في كتب الله السالفة، ستجري عليكم السنن
    التاريخية، وسينتقم الله منكم ، وسيهزم جمعكم ، ويقضى على قوتكم وغروركم .
    لقد
    تحـقّق وعد الله الغيبي ذلك ، فهزموا يوم بدر ، وقتل طغاة مكة وقادة الشرك
    والجاهلية ، وحقق الله نصره ومعجزته على يد نبيّه بمعركة بدر الكبرى ، والآية تنبئ
    عن وقوعها وتخبر عن غيب، وليس منتهى العذاب والانتقام هو الهزيمة والقتل بل ما
    ينتظرهم عند قيام الساعة أدهى وأمر ممّا سيحلّ بهم في عالم الدنيا. وهو الموعد
    للحساب والعذاب الخالد المهين ، ان المجرمين في بُعد عن الحق والهدى وسيقودهم ذلك
    إلى السعير والعذاب ، يسحبون على وجوههم في النار جزاء كفرهم وكبريائهم .
    إنّه
    المصير الذي ستنتهون إليه أيها المجرمون ، وستذوقون عذاب جهنم ، انها حقيقة واقعة
    تخاطبون بوقوعها فذوقوا مسّها .
    (إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر ) وفي هذه الآية، رغم
    وضوح دلالتها، نجد محتوى علمياً دقيقاً يشهد بالوهية القرآن ، فالقرآن هنا يكشف
    سراً علمياً من اكثر الاسرار واخطرها أهمية في عالم الكائنات ، وتشهد الدراسات
    العلمية الحديثة بهذه الحقيقة ، وهي أن كل شيء قد خلقه الله بقدر محدود ومحسوب ،
    فمثلا كمية الحرارة والبرودة والاوكسجين والنيتروجين وثاني أوكسيد الكاربون وجاذبية
    الأرض والضغط على سطح الأرض ونسبة الأملاح والسكر والحديد في الجسم البشري... إلخ،
    لو اختلّ بعضها لدمرت الأرض واستحالت الحياة عليها ولاضطرب نظام الجسم وصحة
    الإنسان.
    والقرآن يتحدّث في مورد ، وهو مورد العذاب والاستحقاق المتكافئ ، ويؤكد
    ان هذا الجزاء هو جزاء مقدر ومحسوب بشكل يكافئ فعلهم وجريمتهم، وهذا القانون : (كلّ
    شيء خلقناهُ بمقدار ) هو قانون عام ينطبق على الاشياء جميعها بما فيها فعل الإنسان
    وجزاؤه.
    (وما أمرنا إلاّ واحدة كلمح البصر ).
    وفي هذه الآية يعرّف الله
    سبحانه بقدرته الفائقة وهيمنته الفريدة على العوالم كلها ، يوضح للإنسان انّ الله
    إذا أراد شيئاً انّما يحدث بكلمة واحدة من ربِّ العزّة، وهي موضّحة بقوله تعالى:
    (إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) ... ويقرب صورة حدوث الأشياء
    وفنائها بأسرها للذهن البشري فيصفها بلمح البصر ، فلا شيء يمتنع عن إرادته ومشيئته
    ، فهو القادر على أن يعيدكم ويقيمكم للحساب والجزاء بهذه السرعة الفائقة ، وتفيد
    الدراسات الفيزيائية الحديثة انّ هذا العالم يمكن فناؤه بسرعة الضوء بانفصال شحناته
    بعضها عن بعض وانحلاله انحلالا تامّاً .
    (ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدّكر
    ).
    ويعود القرآن فيذكّرهم بهلاك الاُمم الماضية التي شابهتهم بالكفر والفساد
    والجاهلية على الكفر والضّلال ليكون نذيراً لهم وموعظة ، فانّ الذي أهلك أمثالهم في
    الكفر والطغيان قادر على أن يهلكهم .
    (وكلّ شيء مكتوب في الزّبر * وكلّ صغير
    وكبير مستطر ).
    وهذه الآية تذكّر بأن كل شيء يصدر عن الإنسان انما هو مدوّن
    ومسجل عليه ، ولا شيء يضيع منه ، مدون في كتب الملائكة الحفظة ، وهذا المعنى يوضحه
    قوله تعالى: (إنّا كنّا نستنسخ ما كنتم تعملون ).
    ويعود القرآن فيكشف سراً آخر
    من اسرار الخليقة ، فيبيّن للإنسان ان هذا العالم وما فيه يجري وفق ضبط ونظام وحساب
    الهي دقيق; فكل صغير وكبير فيه مدون ومحفوظ ومقدر من الآجال والرزق والموت والحياة
    والحوادث ، قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك كما ذكر الطبرسي في المجمع : ان كل
    صغير وكبير فعلوه هو مثبت ومسجَّل عليهم .
    (إنّ المتّقين في جنات ونهر * في
    مقعدِ صدق عند مليك مُقتدِر ).
    ويختم الله سبحانه هذه السورة بوصف الجزاء الخالد
    والنعيم الدائم الذي أعدّه الله للمتقين . انّهم في جنات تجري فيها انهار الماء
    والخمر والعسل ، في مجلس لا لغو فيه ولا تأثيم ، رفيع الدرجات والمقام، قد أعده لهم
    المليك المقتدر بواسع فضله ورحمته . فهم في ظل رحمته، وفي جواره وكرمه.
    * *
    *
    تعريف
    1 ـ بعد أن ختم الله سبحانه سورة القمر باسمه، ووصف نفسه سبحانه بأنه
    مليك مقتدر فقال: (في مقعد صدق عندَ مليك مُقتدِر ) افتتح هذه السورة باسمه
    (الرّحمن)، وتحدّث للبشرية عن نعم الله تعالى على الإنسان ، وعن عظيم قدرته في
    الخلق والتكوين ليلفت نظره الى عظمة الخالق، ووافر نعمه، ويدعوه للتفكر فيها،
    والإعتبار بها، وهو يكرر الخطاب الإستفهامي للجن والإنس الذي يحمل الإستنكار،
    والتعجب من نكران النعم والإحسان .
    يكرِّر قوله تعالى: (فبأي آلاء ربكما
    تُكذِّبان ). كلّما تحدّث عن نعمة وفضل وقدرة إلهية .
    وفي هذه السـورة تراه يسوق
    الخطاب العقيدي والأخلاقي ، ويربط بين الأخلاق والإيمان بقوله: (هل جزاء الإحسان
    إلاّ الإحسان ). وبذا يبني قاعدة أخلاقية كبرى في حياة البشرية. يتعامل بها الإنسان
    مع ربه، كما يتعامل بها مع مجتمعه، وهي مقابلة الإحسان بالإحسان .
    وهكذا يضع
    القرآن بين أيدينا ثلاثة مقاييس: قانونية وفكرية وأخلاقية، للسلوك والتعامل البشري
    المستقيم العادل ، وهي :
    أ ـ القرآن : بما يحمل من قانون وشريعة . لذا قال :
    (علّم القرآن ).
    ب ـ الميزان : القيم والضوابط التي توزن بها الأشياء، وتعرف
    وتقدّر، سواء أكانت مادية، أو معنوية واعتبارية، يدرك العقل البشري حسنها وضرورتها:
    (ووضع الميزان).
    ج ـ مقابلة الإحسان بالإحسان . بعد الدعوة اليه، والبدء به. فهو
    أوّل المحسنين، ومنه كلّ احسان، هو الله سبحانه، (هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان )
    هذا المبدأ الأخلاقي الذي يدركه الإنسان بحسه الفطري.
    ويجمع القـرآن كلّ هذه
    المعاني في آية من سـورة الحديد بقوله: (وأرسلنا رسلنا بالبيّنات وأنزلنا معهم
    الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط... ).
    2 ـ وفي هذه السورة تحدّث القرآن عن
    جزاء المحسنين، وَوَصف الجنة والنعيم وصفاً يستهوي القلوب ، ويحلّق بالنفس في آفاق
    الجمال، حتى تتحوّل العبارات الى صورة، والبيان اللّفظي الى تجسيد يحسّه القارئ ،
    ويعيش في أجوائه المتلقي، وكأ نّه يتحرك في ذلك العالم، ويرى حقائقه تنبض بالحياة،
    وتتألق بالنور والجمال. وقد استغرق وصف الجنة والجمال في هذه السورة احدى وثلاثين
    آية من مجموع (78) آية .
    صوّر الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) هذا الوصف
    بإيجاز بليغ ، فقال : «لكلِّ شيء عروس ، وعروس القرآن سورة الرّحمن جلّ ذكره»(7)
    .
    3 ـ افتتح الوحي هذه السورة باسـمه تعالى : (الرّحمن) واختتمها بالثناء على
    اسمه المبارك : ذي الجلال والإكرام ، الثناء على ما أفاض من خير يلازم ذاته وفعله .
    فسار بالإنسان من خلال هذه السورة بين فيوضات الرحمة والبركات والخير والجلال
    والإكرام
    الشيماء
    الشيماء
    المديره العام
    المديره العام


    رقم العضويه : 2 عدد المساهمات : 325
    تاريخ التسجيل : 14/05/2009

    الملف الشخصى
    تنسيق الملف الشخصى: 10

    افتراضى رد: تفسير صوره القمر

    مُساهمة من طرف الشيماء الجمعة أغسطس 14, 2009 11:54 pm

    جزاك

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 27, 2024 10:03 am